كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


بعث ضرار بن الأزور

30288- عن ابن عباس قال‏:‏ بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرار بن الأزور الأسدي إلى عوف الورقاني من بني الصيداء‏.‏

‏(‏كر‏)‏ ‏(‏ضرار بن الأزور‏:‏ اسمه مالك بن أوس بن خديجة كان ‏(‏فارسا شاعرا‏)‏ وذكر الحديث ابن الأثير في أسد الغابة ‏(‏3/52‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

بعث عبد الرحمن

30289- عن ابن عمر قال‏:‏ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف فقال‏:‏ تجهز فإني باعثك في سرية من يومك هذا أو من الغد إن شاء الله تعالى، قال ابن عمر‏:‏ فسمعت ذلك فقلت‏:‏ لأدخلن ولأصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، ولأسمعن وصية عبد الرحمن، فقعدت فصليت فإذا أبو بكر وعمر وناس من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان أمره أن يسير من الليل إلى دومة الجندل فيدعوهم إلى الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن‏:‏ ما خلفك عن أصحابك‏؟‏ قال ابن عمر وقد مضى أصحابه من سحر وهم معتدون بالجرف، وكانوا سبعمائة رجل، قال‏:‏ أحببت يا رسول الله أن يكون آخر عهدي بك وعلي ثياب سفري قال‏:‏ وعلى عبد الرحمن عمامة قد لفها على رأسه فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فأقعده بين يديه، فنقض عمامته بيده، ثم عممه بعمامة سوداء، فأرخى بين كتفيه منها ثم قال‏:‏ هكذا يا ابن عوف فاعتم، وعلى ابن عوف السيف متوشحه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ اغز بسم الله وفي سبيل الله، قاتل من كفر بالله، لا تغال ولا تغدر ولا تقتل وليدا، فخرج عبد الرحمن حتى لحق أصحابه فسار حتى قدم دومة الجندل، فلما دخلها دعاهم إلى الإسلام فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام، وقد كانوا أبوا أول ما قدم أن يعطوه إلا السيف، فلما كان اليوم الثالث أسلم أصبغ بن عمرو الكلبي وكان نصرانيا وكان رأسهم وكتب عبد الرحمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك وبعث رجلا من جهينة يقال له‏:‏ رافع بن مكيث فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أراد أن يتزوج فيهم فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج ابنة الأصبغ تماضر، فتزوجها عبد الرحمن وبنى بها، ثم أقبل بها وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن‏.‏

‏(‏قط‏)‏ في الأفراد، ‏(‏كر‏)‏ ‏(‏ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى عند ترجمته‏:‏ سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل ‏(‏2/89‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

30290- عن عطاء الخرساني عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الرحمن بن عوف في سرية وعقد له اللواء بيده‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

بعث معاذ

30291- عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن مشى أكثر من ميل يوصيه قال‏:‏ يا معاذ أوصيك بتقوى الله العظيم وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، وحفظ الجار، وخفض الجناح، ولين الكلام، ورحمة اليتيم، والتفقه في القرآن - وفي لفظ‏:‏ في الدين - والجزع من الحساب، وحب الآخرة، يا معاذ لا تفسدن أرضا، ولا تشتم مسلما، ولا تصدق كاذبا، ولا تكذب صادقا، ولا تعص إماما عادلا، يا معاذ أوصيك بذكر الله عند كل حجر وشجر وأن تحدث لكل ذنب توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية، يا معاذ إني أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره لها، يا معاذ إني لو أعلم أنا نلتقي إلى يوم القيامة لأقصرت عليك من الوصية، ولكني لا أرى نلتقي إلى يوم القيامة، يا معاذ إن أحبكم إلي لمن لقيني يوم القيامة على مثل هذه الحالة التي فارقني عليها، وكتب له في عهده أن لا طلاق لامرئ فيما لا يملك ولا عتق فيما لا يملك، ولا نذر في معصية ولا في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك ابن آدم، وعلى أن تأخذ من كل حالم دينارا أو عدله معافر، وعلى أن لا تمس القرآن إلا طاهرا، وإنك إذا أتيت اليمن يسألونك نصاراها عن مفتاح الجنة فقل‏:‏ مفتاح الجنة لا إله إلا الله وحده لا شريك له‏.‏

‏(‏كر‏)‏؛ وفيه ركن الشامي متروك‏.‏

30292- يا معاذ إنك تقدم على أهل الكتاب وإنهم يسألونك عن مفاتيح الجنة فأخبرهم أن مفاتيح الجنة لا إله إلا الله وأنها تحرق كل شيء حتى تنتهي إلى الله عز وجل لا يحجب دونه، من جاء بها إلى يوم القيامة مخلصا رجحت بكل ذنب، يا معاذ تواضع لله عز وجل يرفعك الله، واستدق ‏(‏واستدق‏:‏ أي‏:‏ احتقرها واستصغرها‏.‏ وهو استفعل، من الشيء الدقيق الصغير‏.‏ النهاية 2/127‏.‏ ب‏)‏ الدنيا يؤتك الله الحكمة، فإنه من تواضع لله واستدق الدنيا أظهر الله تعالى الحكمة من قلبه على لسانه ولا تغضبن ولا تقولن إلا بعلم، فإن أشكل عليك أمر فاسأل ولا تستحي، واستشر فإن المستشير معان، والمستشار مؤتمن، ثم اجتهد فإن الله عز وجل إن يعلم منك يوفقك، وإن التبس عليك فقف، وأمسك حتى تبينه أو تكتب إلي فيه، ولا تضربن فيما لم تجد في كتاب الله ولا في سنتي على قضاء إلا عن ملأ، واحذر الهوى فإنه قائد الأشقياء إلى النار، وإذا قدمت عليهم فأقم فيهم كتاب الله وأحسن أدبهم، وأقرئهم القرآن يحملهم القرآن على الحق وعلى الأخلاق الجميلة، وأنزل الناس منازلهم فإنهم لا يستوون إلا في الحدود لا في الخير ولا في الشر على قدر ما هم عليه من ذلك، ولا تحابين في أمر الله، وأد إليهم الأمانة في الصغير والكبير، وخذ ممن لا سبيل عليه العفو، وعليك بالرفق، وإذا أسأت فاعتذر إلى الناس، فعاجل التوبة، وإذا أسروا عليك من الجهالة فبين لهم حتى يعرفوا، ولا تحاقدهم

وأمت أمر الجاهلية إلا ما حسنه الإسلام، وأعرض الأخلاق على أخلاق الإسلام، ولا تعرضها على شيء من الأمور، وتعاهد الناس في المواعظ والقصد القصد والصلاة الصلاة، فإنها قوام هذا الأمر اجعلوها همكم، وآثروا شغلها على الأشغال وترفقوا بالناس في كل ما عليهم ولا تفتنوهم، وانظروا في وقت كل صلاة فإن كان أرفق بهم فصلوا بهم أوله وأوسطه وآخره، صلوا الفجر في الشتاء وغلسوا بها، وأطل في القراءة على قدر ما يطيقون لا يملون أمر الله ولا يكرهونه، ويصلون الظهر في الشتاء مع أول الزوال، والعصر في أول وقتها والشمس حية، والمغرب حين يجب القرص صلها في الشتاء والصيف على ميقات واحد إلا من عذر، وأخر العشاء شيئا ما، فإن الليل طويل إلا أن يكون غير ذلك أرفق بهم، وإذا كان الصيف فأسفر بالفجر فإن الليل قصير فيدركها النوام، وصل الظهر بعد ما يتنفس الظل وتبرد الرياح، وصل العصر في وسط وقتها، وصل المغرب إذا سقط القرص، والعشاء إذا غاب الشفق إلا أن يكون غير ذلك أرفق بهم، وتعاهدوا الناس بالتذكير وأتبعوا الموعظة بالموعظة، فإنه أقوى للعاملين على العمل بما يحب الله، ولا تخافوا في الله لومة لائم، واتقوا الله الذي إليه ترجعون، يا معاذ إني عرفت بلاءك في الدين والذي ذهب من مالك وركبك في الدين، وقد طيبت لك الهدية، فإن هدي إليك شيء فاقبل‏.‏

أبو نعيم وابن عساكر - عن عبيد بن صخر بن لوذان ‏(‏كان ممن بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن‏.‏ راجع أسد الغابة ‏(‏3/542‏)‏ وذكر الحديث في ترجمة معاذ بن جبل ابن الأثير في أسد الغابة ‏(‏5/194 و 195‏)‏‏.‏ ص‏)‏ الأنصاري السلمي‏.‏

بعث عمرو بن مرة

30293- عن عمرو بن مرة قال‏:‏ كان رسول اله صلى الله عليه وسلم بعث جهينة ومزينة إلى أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي وكان منابد النبي صلى الله عليه وسلم فلما ولوا غير بعيد قال أبو بكر الصديق‏:‏ يا رسول الله بأبي أنت وأمي على ما تبعث كبشين قد كادا يتهاينان في الجاهلية أدركهم الإسلام وهم على بقية منها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بردهم حتى وقفوا بين يديه فقال‏:‏ يا مزينة حي جهينة يا جهينة حي مزينة فعقد لعمرو بن مرة على الجيشين على جهينة ومزينة ثم قال‏:‏ سيروا على بركة الله، فساروا إلى أبي سفيان بن الحارث فهزمه الله وكثر القتل في أصحابه‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

بعث عمرو بن العاص

30294- عن الزهري قال‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى كلب وغسان وكفار العرب الذين كانوا بمشارف الشام، وأمر على أحد البعثين أبا عبيدة بن الجراح، وأمر على البعث الآخر عمرو بن العاص فانتدب في بعث أبي عبيدة أبو بكر وعمر، فلما كان عند خروج البعث دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة وعمرا فقال‏:‏ لا تعاصيا فلما فصلا من المدينة خلا أبو عبيدة بعمرو فقال له‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي وإليك أن لا تعاصيا، فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك‏؟‏ قال‏:‏ لا بل أطعني فأطاع أبو عبيدة، وكان عمرو أميرا على البعثين كليهما، فوجد عمر من ذلك قال‏:‏ أتطيع ابن النابغة وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا ما هذا الرأي‏؟‏ فقال أبو عبيدة لعمر‏:‏ يا ابن أم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي وإليه أن لا تتعاصيا، فخشيت إن لم أطعه أن أعصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدخل بيني وبينه الناس، وإني والله لأطيعنه حتى أقفل ‏(‏أقفل‏:‏ القفول‏:‏ الرجوع من السفر، وبابه دخل‏.‏ المختار 431‏.‏ ب‏)‏ فلما قفلوا كلم عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ لن أؤمر عليكم بعد هذا إلا منكم يريد المهاجرين‏.‏

‏(‏كر‏)‏ ‏(‏ذكر الحديث ابن الأثير في ترجمة عمرو بن العاص ‏(‏4/245‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏